27‏/09‏/2011

الثورة الفكرية.. بداية الحلم


يخطئ من يظن أن الثورات تقتصر على الشق السياسي فحسب، دون أن تطال تداعياتها المجتمع،

ويخطئ أكثر من يظن أن إسقاط بن على سيكفي وحده لحل كل مشاكلنا.

ويخطئ إلى حد السذاجة من يعتقد أن تغيير الدستور سيجعلنا ملائكة تعيش في جنة، فمشكلتنا أن كل شيء صار ينحصر عندنا في الورقة والقلم والكتب والدساتير، دون أن يتغير شيء على أرض الواقع.. فلدينا ديمقراطية على الورق وانتخابات على الورق، وأحزان على الورق، ونقابات على الورق، وتعليم على الورق، ووزارة بحث علمي على الورق.. نحن دولة من ورق،

أما خارج الورق، فهناك على أرض الواقع شبكة علاقات معقدة تشمل الشعب التونسى كله، فيها مصالح ومنتفعون وثقافة وأعراف وتراث من السلبية والخوف والجبن، وكسر الشباب له لا يعني بالضرورة تغييرهم للأجيال السابقة لهم، فليس من السهل تغيير الطباع والضمائر والعقول في يوم وليلة بمجرد شعارات أو حتى بتعديل قوانين أو دساتير.. فالثقافة هي التي تحكم الشعوب وليس الكلام المكتوب على الأوراق.. والشعب التونسى اعتاد على تحدى القوانين كل يوم طول عقود، ولم تستطع الحكومة نفسها إجباره على تطبيقها.

وهل نجح أي دستور في منع الرشوة؟

وهل منعت الثورة طوابير المنتفعين من تقديم طلبات الحصول على شقق لا يحتاجونها فعليا، بينما دماء شهداء الثورة لم تجف بعد؟

وهل توقف السائقون عن دفع الرشوة لشرطي المرور رغم كل ما حدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق