10‏/09‏/2011

أجندة التاريخ ، أو إستمرارية التاريخ


العديد يعتبر أن أحداث 11 سبتمبر 2001 وهمية أو ما شابه ! إن تلك الأحداث التي هزت العالم عن بكرة أبيه وقلبت وزلزلة أمريكا ، كانت تخطيط تنظيم القاعدة وتنفيذها ، ألا أن أمريكا وبالتحديد اللوبي الصهيوني سهل العلمية وكان يعلم تماما العلم بحدوثها ، فكيف لدولة لها أقوى نظام أمني ، داخلي وخارجي متكون من جوسسة ونظام لمكافحة الجريمة ، وما يسمونه هم الإرهاب أن يتم ضربها بتلك الطريقة التي تذكرني بأحداث بيرل هربل ميناء أمريكا الذي قصفته طائرات يابانية !! فالسؤال هنا كيف لأمريكا أن تضحي بشعبها وبأكثر من 3000 مواطن راحوا ضحية تلك الهجمات ، فأقول له كما ضحت بطائرة على متنها 300 جندي لإجتياح كوبا ليس غريبا أن تكررها ، فهي في وضع الغول الجائع الهائم الذي يريد إلتهام الكرة الأرضية إن أمكن ، فهدفها كان خلق العدو الوهمي على غرار الدب الأبيض "روسيا " ولإيجاد شرعية للإحتلال الصهيوني الذي كسب تعاطف الشعوب الغربية التي كانت ولازلت عبيد الإعلام المطابق لإعلامنا العربي المغالط والمفبرك لما تراه !!

نجحت أمريكا في ضرب نفسها بعصا القاعدة والتخويف من خطر الإسلام ، وخلقت إسلاما على مقاسها سمي "الإسلام المعتدل" فقامت بفرضه على كل الدول العربية ، لو أخذنا مثلا التعليم فمادة التربية الإسلامية أو ما سمي بالتفكير الإسلامي تم تقليص البرنامج ومدته لإجتثاث ما تبقى من فكر الأجيال القادمة التي أرادوا منها أن تبقى عبيدة لهم ،ولما يسوقونه.

فلماذا تشن أمريكا والغرب حروبا ؟؟

إن إجتياح أفغانستان بعد أن تواجدت أمريكا هناك ومولت تنظيم القاعدة بنية تدمير الإتحاد السوفياتي و إجتثاثه ، كان لإبقاء عين الرقابة على المارد الثلجي ، الذي سيبقى كابوسا لها ، لكن الأجندة كانت العالم العربي إبتداءا من الأقوى بعد ضمان العمالة من السعودية بعد إغتيال الملك فيصل ، والأردن ، وإرغام مصر على إمضاء معاهدات وخلق البديل العميل في كل الدول الضعيفة ، فمن هو الذي يهدد الغرب ؟؟ أنها العراق أو عراق صدام حسين ، الذي بالرغم من المجازر التي ارتكبها في حق شعبه وفي الحرب ضد إيران، إلى أنه يبقى بطلا وزعيما بإنجازاته ، فمن يعود بالتاريخ في العراق يجد أن هذا الأخير قضى على الأمية ونهض بالعلم سنين طوال واعاد أمجاد العراق !! حاصروه سنين كتيرة جوعوا شعبه قاموا بتدميره وتوريطه في حرب مع الكويت هو في غنى عنها ، لكن 2003 كانت النهاية ، لتنقل الحرب المعنوية إلى باقي الدول . فوجد الكيان الصهيوني نفسه حرا شرعيا في جرائمه ومجازره ، 2003 كانت إنطلاقة مشروعان ،"المغرب العربي الكبير " و "الشرق الأوسط الكبير" فالبديل للديمقراطية وتحرير الشعوب هو الظاهر لكن الباطن هو معاقبة العميل وتنصيب غيره ! كبدت الحرب أمريكا الملاين من الدولارات ، لكن الصناعة وإغراق دول العالم الثالث كان يضخ التعويض ، فالتدمير هو أول الكروت لأن شركات إعادة الإعمار جاهزة ! ناهيك عن تمويلات أخرى لنهب النفط عن طريق الحماية.

ألا أن فشل هذان المشروعاً ، لم يلغي الأجندة فضلت أمريكا والغرب الذي عاد بقوة ويتمثل في فرنسا وألمانيا يتربصان إلى أن أتت لحظة مع سمي أخيرا "بربيع الثورات" الذي إجتاح نسيمه كل الدول العربية ، لو درسنا قليلا التسمية والتاريخ الذي جرت فيه الأحداث، 17 ديسمبر 2010 أوائل الشتاء، مصر في 25 جندي ، ليبيا فيفري ، اليمن ، سورية ،،،، إنه فصل الشتاء، لكن التسمية لم تكن عبثا أنها تعني بعدك يا تونس سننتقل إلى جيرانك، ثار الشعب التونسي اغتنمت فرنسا وأمريكا عمالة الأحزاب وإنقسام اللوبيات داخل النظام فمررو أجندتهم وسارعوا بترحيل بن علي ، أوهمونا بإنجاز ثورة ، تركوا لنا دكتاتورية أقوى وأشد ، تنازل الأمريكان للفرنسيين على مصر لكن الصراع عاد في ليبيا وهنا مربط الفرس ! ليبيا ثوار الناتو فضلوا الإحتلال والوصاية على الدكتاتور حقهم، نعم، لكن النتيجة إغتصاب ثروات الشعب الليبي ، مشاريع أعادة الإعمار التي سبق وتحدثت عنها ... تدخل الناتو لحماية المدنيين لكن ،، أين هم في سورية ؟؟ ماذا يحدث وراء الكواليس ، أليست جرائم ؟؟ أم أن الكيان الصهيوني في خطر . وفي ليبيا مصالح فرنسا أمام أمريكا وفرصتها لإعادة بسط نفوذها على المغرب العربي !! لم يتغير شيء في كل الدول ، خاصة تونس ومصر ، لم تأتي التوهرات المصطنعة بقضايا الإحتلال وجرائمه ، لم تقاضي المسؤولين عن جرائم التاريخ لم تكشف الغطاء عن مع حدث في السجون !! لم تغير في باطن العقلية العربية ، لم تأتي بتأسيس فكر جديد يسابق العلم الغربي ضل العرب وراء الستار والغرب يقتسم الكعكة ويسطر له خارطته ، لكي أقول أننا على مشارف حرب عالمية ثالثة ... عاجلا إن لم تتفق قوى العولمة التي تحتضر والتي ولدت حديثا !! أجلا إن كان الإتفاق قد أرضى المحتضرين !!!


التاريخ لم يكتب بعد ، لأن 11 سبتمبر 2001 يعتبر أمس الأول ، لكن هل أمريكا قادرة على مواصلة هيمنتها المزعومة !؟ أم أن حالها حل وليدتها ""إسرائيل"" !! التاريخ كتب منذ وعد بلفور الذي صادقة عليه أمريكا بعد 11 دقيقة بالضبط !!

10 سنوات مرت على خارطة قديمة ، لكن بداية تصحيح الأجندة إنتهى لحظة بزوغ فجره ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق